قانون قيصر وآثاره على الواقع السوري

 

في إطار فعاليات مركز ماري للأبحاث والدراسات، وانطلاقاً من ضرورة مساهمة مراكز البحوث والدراسات في التفاعل مع حاجات المجتمع وهمومه. عقد المركز ندوة بعنوان ” قانون قيصر وآثاره على الواقع السوري” شارك بها كلٌ من الأستاذ ياسر الفرحان عضو الهيئة السياسية واللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والأستاذ عدنان عبد الرزاق الكاتب والصحفي السوري، والدكتور مسلم طالاس أستاذ الاقتصاد بجامعة ماردين، وأعضاء المركز إضافة لعدد من المهتمين والمتابعين.

وركزت الندوة على ماهية قانون قيصر وكيفية صدوره والآثار الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تنتج عن تطبيقه بعد الإعلان عن أولى حزمه منتصف الشهر الجاري، حيث سيطلق تطبيق هذا القانون كما هو معلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر مؤتمر صحفي في السابع عشر من الشهر الجاري.

ففي بداية الندوة تحدث الأستاذ ياسر الفرحان على أهمية القانون وأكد على أهمية  المادة 301 منه والتي تعدد عدداً من الشروط والإجراءات التي يتطلبها تعليق القانون ومن بينها:

  • أن تكف روسيا والنظام السوري عن استخدام المجال الجوي فوق سوريا لاستهداف السكان المدنيين من خلال استخدام الأجهزة الحارقة، بما في ذلك البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والأسلحة التقليدية، بما في ذلك الصواريخ والمتفجرات.
  • لم تعد المناطق المحاصرة من قبل النظام السوري أو حكومة الاتحاد الروسي أو حكومة إيران أو شخص أجنبي الوارد معزولة عن المساعدات الدولية وإمكانية الوصول بانتظام إلى المساعدات الإنسانية، وحرية السفر، والرعاية الطبية.
  • قيام النظام السوري بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الذين يتم احتجازهم قسراً في سجون النظام وسماح الحكومة السورية بالوصول الكامل إلى نفس التسهيلات لإجراء التحقيقات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية المناسبة.
  • في حال لم تعد قوات النظام السوري وحكومة الاتحاد الروسي وحكومة إيران وأي شخص أجنبي متورطة في استهداف متعمد للمرافق الطبية والمدارس والمناطق السكنية وأماكن التجمع المدني بما في ذلك الأسواق، في انتهاك للمعايير الدولية.
  • إحراز تقدم ملموس نحو أن تصبح من الدول الموقعة على اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والسامة وتدمير تلك الأسلحة، المبرمة في واشنطن ولندن وموسكو في 10 أبريل 1972، دخلت حيز التنفيذ في 26 مارس 1975 (26 UST 583).
  • السماح بالعودة الآمنة والطوعية والكريمة للسوريين الذين شردهم النزاع.
  • اتخاذ خطوات يمكن التحقق منها لإقامة مساءلة ذات معنى لمرتكبي جرائم الحرب في سوريا والعدالة لضحايا جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد، بما في ذلك المشاركة في عملية حقيقية وموثوقة للحقيقة والمصالحة

وأكد الفرحان على أهمية هذه المادة تحديداً لجهة استثمارها في تثبيت هذه الممارسات التي يقوم بها نظام الأسد؛ ولجهة أن تنفيذها يعني بشكلٍ أو بآخر التأثير على النظام وتفكيك بنيته السلطوية والأمنية مما سيؤدي لانهياره.

من جهته أشار الصحفي عدنان عبد الرزاق  إلى الدور الوظيفي الذي يطلع به نظام الأسد وفق شواهد تاريخية وتسلسل وصول عائلة الأسد إلى الحكم وارتباطهم بدورٍ وظيفي يخدم أجندات خارجية. ومن ثم تطرق إلى الآثار الاقتصادية والسياسية لتطبيق القانون، إضافة إلى اختلاف البيئة التي صدر فيها قانون قيصر عن قوانين وحزم العقوبات الأخرى والتي استطاع النظام الالتفاف عليها. كما نبه أيضاً إلى احتمالية أن يكرر نظام الأسد مثل تلك المحاولات التي تهدف إلى تحميل الشعب تبعات وآثار تطبيق هذا القانون. كما لفت عبد الرزاق إلى ما قد يعانيه الداخل السوري في المناطق المحررة جراء هذا القانون وضرورة القيام بإجراءات عملية للحد من آثاره في المناطق المحررة، وأن سوء الأوضاع الاقتصادية بالأساس ناجمة عن سياسات النظام أولاً وهي السبب المباشر لمعاناة السوريين.

 

أما الدكتور مسلم طالاس فقد وضح الواقع الاقتصادي في سورية ومؤشرات هذا الواقع قبل دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، وفرادة واختلاف قانون قيصر عن باقي حزم العقوبات التي طبقت على نظام الأسد لجهة استهدافه لقطاعات اقتصادية محددة وعلى رأسها البنك المركزي السوري مما سيعطي لهذا القانون أدوات أكبر في خنق النظام اقتصادياً. كما وضح الدكتور طالاس الآليات الواجب اتبعاها للحد من تأثير هذا القانون في المناطق المحررة وعلى رأس هذه الإجراءات توافر إدارة مركزية وموثوقة للمناطق المحررة تستطيع تطبيق سياسات اقتصادية ومالية محددة، وتستطيع بالتالي الانتقال بهذه المناطق إلى أن تتحول إلى رأس جسر لإعمار سورية مستقبلاً.

 

كما أجاب المحاضرون في الندوة عن أسئلة واستفسارات الحضور التي تركزت حول أهمية العمل على تلافي الآثار السلبية التي يمكن أن تتأثر بها المناطق المحررة جراء دخول قانون قيصر حيز التنفيذ.

 

عن yasin

شاهد أيضاً

انطلاق دورة أساليب وتقنيات كتابة المقال السياسي وتقدير الموقف

ضمن أنشطة وحدة التدريب و التأهيل في مركز ماري للأبحاث و الدراسات، انطلقت اليوم السبت …