الحكم الانتقالي واحتمالاته في سورية

في إطار فعاليات مركز ماري للأبحاث والدراسات، وانطلاقاً من ضرورة مواكبة  مراكز البحوث والدراسات للأحداث والتفاعلات مع حاجات المجتمع وهمومه. عقد المركز ندوة حوارية  بعنوان ” الحكم الانتقالي واحتمالاته في سورية ” شارك بها كلٌ من الدكتور أحمد الهواس كاتب وإعلامي ورئيس تحرير موقع رسالة بوست، والأستاذ عبدالله عبد السلام وزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة وأعضاء المركز إضافة لعدد من المهتمين والمتابعين.

وركزت الندوة على ماهية الحكم الإنتقالي وتعريف الحكومة الإنتقالية وكيفية تشكّلها والآثار الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تنتج عنها وهل ستحقق أهداف الثورة السورية .

حيث أوضح الهواس أنَّ هنالك خلل في تسلسل الخطوات الدستورية وذلك لأن خبراء القانون مبعدون عن الساحة السياسية كغيرهم من النخب التي خلق عدم تصدرها أزمة في المرحلة الراهنة.

وأكدَّ الدكتور على المطالبة بالحفاظ على سورية البسيطة الغير مركبة، وأن تكون الديمقراطية من خلال الصندوق هي الفاصل وأكَّد وجوب الحفاظ على حقوق الأقليات.

كما قام الاستاذ عبد الله عبد السلام بسرد سريع لمراحل الثورة السورية، وأوضح أنَّ عدم وجود قيادة واحدة للثورة السورية منحها صفة التمزق.

وعرَّج على أنَّ الدولة العميقة في سورية موجودة منذ الاستقلال وترسخت بعد استلام حزب البعث للسلطة، وتكرست من خلال السيطرة الطائفية على الجيش  مما أرهق الشعب السوري الذي دفع بدمه ثمن هذا الواقع السياسي المفروض.

وبين أنَّ الثورة السورية تقهقرت نتيجة مماحكات دولية إلى أن جاء التدخل الروسي القاتل للثورة السورية في عام 2015.

وبين أنَّنا بحاجة إلى عمل سياسي ما يعتمد على قوى وطنية وتشكيل برلمان حقيقي يمثل إرادة الشعب السوري، والذي لن يتحقق دون المرور بمرحلة حكم انتقالي يمهد لبناء سوربة كدولة فاعلة.

ورداً على السؤال عن ماهية التسلسل الصحيح للخطوات الدستورية أجاب الدكتور أحمد أنَّه من خلال تجارب الثورات، والدول الأخرى يمكن القول أنَّ تصدر أنصاف المختصين والتدخل الأمريكي دفعا الثورة إلى فقدانها تسلسلها الصحيح .

وأوضح أنَّه من أجل إقامة مرحلة إنتقالية تمهد لإقامة دولة سورية قوية فإنَّه يجب علينا فرض شروطنا من خلال التمسك بالدولة البسيطة غير المركبة، وأنَّ الشعب هو الذي يختار شكل الدولة من خلال الديمقراطية.

وأوضح أنَّه رغم كل ما حصل في تاريخ الثورة لا يزال بالإمكان ومن خلال المؤسسات الداخلية الثورية إعادة إحياء الثورة بإيجاد رأس للثورة، وتكوين جهاز إعلامي قوي يدعم أهداف الثورة .

كما أجاب المحاضرون على أسئلة واستفسارات الحضور المتعلقة بالهوية السورية وأزمة المواطنة والنزوح وعلاقة قانون قيصر بالمرحلة الانتقالية وتأثيراته فيها.

عن yasin

شاهد أيضاً

انطلاق دورة أساليب وتقنيات كتابة المقال السياسي وتقدير الموقف

ضمن أنشطة وحدة التدريب و التأهيل في مركز ماري للأبحاث و الدراسات، انطلقت اليوم السبت …