الشمال السوري في مواجهة جائحة كورونا: التدابير والتحديات

في ظل نشاطات مركز ماري الساعية لمواكبة  التطورات، ونظراً لإعلان وجود حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في الشمال السوري، عقد المركز الندوة الحوارية التي تحمل عنوان:

"الشمال السوري في مواجهة جائحة كورونا: التدابير والتحديات

والتي شارك فيها  كل من : 

الدكتور مهيب قدور: مدير مشفى أطمة الخيري

الدكتورمحمد وليد تامر : نقيب الأطباء في الشمال السوري المحرر 

الدكتور مرام الشيخ : وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة 

الدكتورة هدى العبسي: وزيرة التربية في الحكومة السورية المؤقتة

وبدأ الدكتور مهيب قدور الحديث مؤكداً على أهمية الوقاية من المرض ودور تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في الحد من انتشاره ونوه على دور وزارة التربية  في المساهمة في تطبيق هذه الإجراءات من خلال إيقاف العملية التعليمية  في الوقت قبل أكثر من شهرين والإكتفاء بإجراء الإمتحانات حفاظاً على سلامة الطلاب. 

ومن خلال مشاركتها أوضحت الدكتورة هدى العبسي وزيرة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة على الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في مجال الوقاية من فيروس كورونا من خلال الغاء الدوام في المدارس منذ الشهر السادس، ويتم إجراء الامتحانات تحت ظروف احترازية من خلال تطبيق التوجيهات الصحية التي أوصت بها وزارة الصحة.

وبدأ الدكتور محمد وليد تامر الحديث بإعطاء لمحة عن فيروس كورونا المتستجد سريع الانتشار، ونوه على إقرار منظمة الصحة على إمكانية انتقال الفيروس عبر الرذاذ الهوائي. وأكد على ضرورة توحيد الجهود في الشمال السوري لمكافحة هذا الوباء الذي عجزت عنه دول العالم مؤكداً على أنَّ التصدي لهذا المرض يبدأ من خلال تطبيق الاجراءات الوقائية والعزل المجتمعي. كما أوضح حجم التحدي الذي تواجهه المنطقة وحساسية هذه المرحلة الراهنة. ودعى الجميع لدعم الكوادر الطبية مشيراً للحاجة المُلحَّة للتكافل، وخصوصاً في المخيمات التي لا يوجد فيها الحد الأدنى من معايير الحياة الانسانية  في ظِل الكثافة السكانية العالية الموجودة فيها. وأكَّد على وجوب حماية ووقاية الاطفال من الإصابة كونهم الناقل الأقوى في حلقة انتشار هذا الفيروس .

وأوضح الدكتور مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة حجم التحدي الكبير الذي يقع على عاتق المجتمع ككل مشيدا بالنجاح في القدرة على تأخير وصول كورونا الى شمال سورية. حيث أن هذا التأخير منح الشمال السورية إمكانية الاستعداد حيث تم العمل على إيجاد خمسة مراكز عزل وثلاث مشافي، بالإضافة لتوفيرأعداد من الكمامات و35 جهاز تنفس اصطناعي.  كما أوضح الدكتور الشيخ أنَّه يتم حالياَ العمل على تجهيز مركزعلاج في منطقة غضن الزيتون، منوهاً إلى حزمة الاجراءات الاجتماعية التي سيتم إصدار تعليماتها وقراراتها من الحكومة لفرض سياسة التباعد الاجتماعي والوقاية من خطر الفيروس. وعرَّج على أهمية العمل المشترك في هذه المرحلة وتأثيره الكبير على خطة الاستجابة، موضحاً أنَّه تمَّ تشكيل فريق استجابة لمرض كورونا، يشمل كلّ العاملين المشاركين في مواجهة فيروس كورونا في الشمال السوري. وأوضح أنَّ مواجهة الفيروس هي مسؤلية الدولة والمجتمع وليست محصورة بمؤسسة بحد ذاتها، وأكَّد على وجوب حماية الكوادر الطبية من الإصابة بالمرض كونهم حاجز الدفاع الاول. وبيَّن الدكتور الشيخ أنَّ فيتو قرار قطع امداد المنطقة بالمساعدات عبر المعابر الحدودية سيكون له آثار سلبية في إطار مواجهة الفيروس.

وفي الرأي الشرعي، ثمَّن الدكتور وضاح رجب دور الأطباء والكوادرالصحية،  وأكَّد على ضرورة  تقسيم الأدوار مُركزاً على دور طلاب العلم في نشر الوعي مبيناً منهج الشريعة الاسلامية في وجوب  الإمتثال لما يقرره الأطباء والمختصين للحفاظ على سلامة الناس في ظل جائحة كورونا .

ورداً على أسئلة المشاركين حول الإجراءات االتي سيتم تطبيقها وآلية التنسيق بين المجالس المحلية والشرطة المدنية والشرطة العسكرية وآليات حظر التجول في حال الحاجة اليها، بيَّن الدكتور مرام الشيخ ألية التنسيق العالية المستوى منوها إلى وجود خطوط ساخنة للإستشارة والإبلاغ في كل مديريات الصحة للتعامل مع موضوع فايروس كورونا.

وفي الختام، أكَّد مركز ماري على إلتزامه بعقد ندوات إسبوعية لمواكبة تطورات الوضع الراهن ونشر التوعية الصحية حول فيروس كورونا في الشمال السوري.  

 

عن yasin

شاهد أيضاً

انطلاق دورة أساليب وتقنيات كتابة المقال السياسي وتقدير الموقف

ضمن أنشطة وحدة التدريب و التأهيل في مركز ماري للأبحاث و الدراسات، انطلقت اليوم السبت …